الاثنين، 29 سبتمبر 2014

أوباري التي في خطر !

خديجة الأنصاري – أوباري

اندلاع اشتباكات عنيفة صباح يوم الاربعاء الموافق 17/9/2014 في مدينة أوباري بين الغرفة الأمنية المشتركة و المليشيات المسلحة مما خلف جرحي و عدد من القتلي ، و حسب بعض المصادر أسباب هذا الاقتتال كان بسبب إغلاق السوق السوداء لبيع الوقود من جهة الغرفة الأمنية المشتركة حتي يعارض بعض البائعين هذا القرار و يقوم ببيعها في نفس المكان و بقوة السلاح و قامت الغرفة بمواجهة الأمر بالسلاح كذلك !
مصدر آخر يشيع أن هذه الاشتباكات لا علاقة لها بالغرفة الأمنية المشتركة و سبب اندلاعها هو الإرهابيون بعدما اقتحموا مركز الشرطة بالمدينة و باتفاق مع الأهالي و سكان المنطقة عليهم تمت مواجهتهم و ردعهم و إخراجهم من مقر الشرطة و تم أسر و قتل بعضا منهم حسب المصدر .
مصدر ثالث ينفي كل ما سبق و يؤكد أن هذه الحرب قبلية أسبابها سلطوية و الغاية منها اثبات وجود الأقوي و السيطرة علي هذه البقعة الجغرافية و علي ما تحتويه حدودها الإدارية من حقول و منشآت نفطية و مواقع حيوية آخري !
تتعدد المصادر و القتل واحد ! و لو كان كل ذلك كذلك ! أوباري و المدنيين فيها وحدهم الضحايا و النازحين المغلوب علي أمرهم و المرضي و المسنين و الأطفال ، شدة الظروف و عدم وفرة المساعدات بكل أنواعها الطبية و الغذائية ، و هل يجدي نفعا تحليق الطائرات فوق سمائها و الرصاص يغطي أرضها و يدخل بيوت بعض المواطنين بدون استئذان أين الحكومة من كل هذا ؟
هل يتنازع أغني شعب علي لترات ثمنها أبخس من ثمن الماء ؟
من يأخذ حقوق أولياء الدم و من يحاسب المتورطين المجهولين ! من يتولي التعويضات و من يدفع ثمن الخسائر لا نتكلم عن البشرية التي تعتبر فداءا للأرض و تنويرا لطريق من عليها .
نستشعر من هذه الحرب الممنهجة حقيقة ما يقال من اطماع الغرب عامة و فرنسا خاصة في هذه البقعة و ما تملكه من إرث مادي و ثقافي و حضاري !
نعلم أن الأمن لا يقتصر فقط علي الجيش و الشرطة صحيح إنه أساس بناء الدولة ، و لكن دعني اتحدث قليلا عن تدهور وضع الأمن الغذائي الذي نفتقر له أيضا ، لن اذكر هنا ارتفاع الأسعار التي لطالما اعتدنا عليها ! عجزنا حتي علي تأمين غذائنا ، و الأمن الصحي تعاني المدينة من تلوث بيئي و غذائي بامتياز حيث عوادم السيارات و الغبار و اختلاط الميكروبات و الفيروسات و ألخ .
أخيرا و بعد ارهاصات هذه الحرب المجهولة النتائج و كثرة اجتماعات الأطراف المتناحرة دون جدوى لسان حال العائلات يقول هل الوضع هادئ أم يستلزم النزوح ، ما هو واقع الوضع الراهن هل نحن في هدنة مخترقة إذ تتم تصفية الحسابات فيها ، أليست هناك دعوة للمصالحة أو لا شيء من هذا ؟!
الحكومة :
حكومة من أو أي حكومة من الحكومات نستنجد بها لا شرعية لحكومة أو برلمان لا تدرك شيئا عن شعوبها الشرعية للشعوب و الأمم المضطهدة فقط ، نامي أيتها الحكومة في سبات عميق فنحن أيضا لم نطلب منك شيئا ! عن أي جلسات حوار تتحدثون و الجنوب الليبي و سلة غذائكم يحتضر بين أيدي المليشيات المسلحة .

أوباري ( تارجا ) سميها ما شئت لكنها تبقي جوهرة الصحراء و زينة رمالها الذهبية و عاصمة الطوارق و حاضنتهم في العالم أجمع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق